Saturday 11 April 2009

EuroTrip II

الطقس غائم، تساقطت بعض قطرات المطر، لكننا صعدنا إلى التراس العلوي بأي حال، هذا التراس الذي يطل على أكوام مرتبة من القرميد، حولنا، لونها بني أرضي.

حملت معي كتاب "El Palacio de La Luna قصر القمر" الذي أستمتع بقراءته هذه الأيام بالاسبانية مع أن مؤلفه أمريكي، وجلست على الكرسي البلاستيكي، صعد بعدها مارينوس وصديقاه من هولندا محاولين لعب الشدة، "أتزعجك الموسيقى؟"، قلت لا، وقلبت الصفحة المائة وخمسة وخمسين.

بعد قرابة أسبوعين، أكون على موعد مع باريس، رغم أنني لن أقضي فيها أكثر من يوم في الذهاب والإياب، إلا أنني أشعر كما لو أني على موعد مع الحقيقية، حقيقة ما ساكنتني ردحاً من الزمن. كنت قد تعلمت بعض الفرنسية، لوحدي، بمساعدة بعض الكتب، ليس منها "الفرنسية في خمسة أيام !" فهي لا تنفع، بل مجموعة من الطرق، كتاب عربي – فرنسي، معاجم، مواقع انترنت، الحديث مع بعض الناطقين بالفرنسية أينما حدث لقائي بهم، والكثير من الأغاني والقصص القصيرة...حكايتي مع الفرنسية هي كمن يستطيع الحديث إليك بالعربية، ويعجبك بعض قوله الفصيح في بعض الأمور، ثم تستعجب كيف أنه لا يفهم بعض الكلمات والتعابير البسيطة، مثل "بطة"،"مشط"...الخ، أعزو هذا إلى فجوات عديدة، مثل تحدثي بالفرنسية كمثل قطعة جبن فرنسية مليئة بالفجوات !

رفيق الدرب لأسبوعين، هو زميل الصف، كرستوبال، من أكناف غرناطة، التقيت به أول الأمر العام الماضي، في مادة " تخطيط أنظمة الطاقة"، ولم نتحدث قط، لكنني التقيت به مرة أخرى بعد عام كامل في مادة "تخطيط المواصلات والنقل"، ورأيت أنه قد تأخر قرابة أسبوعين في حضور المحاضرات، فسألته عن ذلك، ومن هناك تقاربنا إلى نحو ما حيث أصبحنا نأكل الغداء مع بعضنا البعض ... الخ ، المهم، قلت له أني رأيت اعلاناً حول مؤتمر للطاقة البديلة للطلاب في ألمانيا، فما كان منه إلا أن تحمس ووافق على المشاركة، بعد هذا بأسبوع، وصلتني أخبار من مجموعة أصدقاء أنهم سيجتمعون في النورماندي في بيت أحدهم لعدة أيام، فقررت أن أضرب عصفورين بحجر وأن أعزم معي كرستوبال إلى اللقاء في فرنسا ! اشترينا التذاكر، لم تكلفنا كثيراً، خاصة مع وجود بعض العروض الخاصة، مسار الرحلة كالآتي: غرناطة (28-4) إلى برشلونة ، نقضي ليلة هناك في منزل صديقه، ثم برشلونه-باريس، نقضي اليوم هناك، ثم باريس-نورماندي، نقضي يومان هناك، ثم نورماندي-باريس، نقضي بعضاً من الوقت هناك، ثم نستقل الباص من باريس-لوبيك(بقرب هامبورج)، بعد ذلك وتوفيراً للنفقات سنحاول ركوب سيارة مجاناً، إن لم نوفق، سنأخذ الباص إلى روستوك حيث يعقد المؤتمر، نزور محطات طاقة بديلة ونتناقش حول كثير من الأمور المتعلقة، ثم تنتهي رحلتنا بيومين في برلين، حيث سنقضي يوماً اضافياً وسأحاول الاتصال بمن أعرف هناك واللقاء بهم ! ، ثم نستقل الطائرة إلى فرانكفورت ومنها إلى ملقا ومنها بالباص إلى غرناطة وأؤكد أنني سأحضر درس كرة الماء في تينك الليلة !

ما زال الطقس غائماً، رغم أني درست قليلاً، لغة الغيوم، أحوم حول المطبخ قليلاً، أعد الصحون، والملاعق ملقاة بعيداً...ما هذا الهبل.

على كل حال، أسوأ ما في الأمر أن ليس معي كاميرا ، همم، سأفكر في حل ما.

Paris, je vais venir, a bientot ;)

1 comment:

freedom said...

لغات!!!
جربت ان اتعلم الفرنسة لوحدي و في النهاية عجزت