Monday 7 September 2009

ألبوم صور مكتوبة

كانا جالسين معاً في حجرة القيادة، يراقبان تلك الأضواء الآتية من عمق الغيوم، وحدهما ولا أحد قربهما...في ليلة اقتطفاها من شهرأيلول. كانا صامتين بصمت، يصدان الكلمات التي كانت تتسلل عبر جوف الحلق، ويجهضان قصة كانت ستقال، أو نميمة بريئة، أو ذكرىً من تاريخهما المشترك غير الطويل...أأدركا أن لا معنىً للمجازفة بالكلام؟.............صورة 1

يسير عبر الحشائش الرطبة، يسير لأجل المسير، أن يصل إلى محطة الاستراحة الأولى، على بعد 8 كيلومترات، توقف قليلاً بعد أن شعر بحبات المطر تتساقط من حوله، ولا بد أن إحداها تمكنت من المرور عبر الغطاء البلاستيكي الذي كان يغطيه واستقرت عند احدى فقرات ظهره العلويه، تتبخر ببطء ويخزه ذوبانها ببطء، فيستمر بالمسير، حتى آخر الدرب..............
صورة 2

عيناه الغارقتان بالسواد، أبصرت بهما كل شيئ
صورة 3.....

تعمل في محطة الباصات، في سانتياغو، هذه المدينة المدينة لها بالكثير، أو هكذا تظن، أو هو كذلك...تنتظر يوم الحساب لتعرف.

تعد وتحصي كل الأيام، الحافلات الداخلة والخارجة، تسجل على ورقة رسمية ما بيانات الرحلة القادمة. رقم الحافلة، محطة المغادرة، ساعة الوصول، وربما أيضاً بعض الملاحظات الجانبية، وهنا حتماً لنا أن نعرفها أكثر إذا ما سمح لنا أن نقرأ ما تكتب، لكن وللأسف، تترك مكتبها الساعة العاشرة، وتنهي بهذا مناوبتها ولا تبدأ أخرىً إلا بعد أن نكون نحن قد مللنا الانتظار وفقدنا الرغبة في معرفتها

وهكذا تمر حياتها، صوراً في مخيلة الناس الذين تشحنهم الحافلة من وإلى سانتياغو. وربما نود أن نعرف فيم تفكر. هذا الألق في عينيها، أهي ابتسامة موناليزا الخادعة؟ وهذه الهيبة التي تلبسها، أتراها تحدق بك أو بي؟ أو شاردة لا ترى إلا الزجاج الذي نفبع خلفه؟ مالة من مد نظرها أبعد من مترين؟

وأنا أمر من تحت غيوم سانتياغو العالقة في السماء منذ الشتاء، وأحدق في تفاصيل الجدران الجهمة، ونتوءات حجارة الشوارع، أسمع موسيقى تصدر من حيث ما في مركز المدينة ، أحاول تجاهل النداء الغاليٍٍ بادئ الأمر ، لكنني أسير بعد ذلك نحوه، مستمتعاً بالوصف، هذه عجوز أريد أن ألتفط لها صورة، أو تلك نافورة لا بد أن أشرب منها، لكنما ثمة من ينادي وأتعجل بالوصول إليه ، فيي فضول وسؤال فثم مسير

كنت متعباً ، مقصوم الظهر، يؤلمني كل تموضع غير ملاءم لحقيبة الظهر ثقيلة الوزن، وكم فكرت في سانتياغو أن ألقيها قرب أحد الحاويات
أو أن أهبها لمحتاج ما، محتاج مغامرة بطبيعة الحال، لكنها كانت مؤنساً لم أستطع مفارقته....كنت إذاً متعباً سائراً باتجاه ساحة المدينة و أبراج الكاتدرائية التي تبرز من بعد كتاج للمدينة، وكان الصوت هناك أيضاً....وأنا من حتف آخر تجمعنا مدينة وفضول

وقفت أمام المشهد الذي أدركت أني ما كنت أكثر من ممثل فيه، ممثل لا بد أن نسي دوره، أو كيف يمكنني أن أصف وجوب وجودي هناك في تلك اللحظة لأراها تحمل في يدها آلة النفخ وثوباً مطرزاً ، تنفخ كلما اهتز وتر وقرع طبل، كما في متوالية رقمية ما وتنفخ في آلتها الهوائية وأزفر أنا...كنا في عيد سانتياغو.....
صورة 4





3 comments:

SyrianGavroche said...

قصة جميلة جداً..

بأي سانتياغو تجري أحداثها؟ في سانتياغو دي كومبوستيلا؟ (الاسبانية)؟

أنا أعيش في سانتياغو..


تحية

Awonderingcatalyst said...

مرحباً

في الحقيقة فإنها ضعيفة لغوياً بعض الشئ! ولكنني في مرحلة ما قبل البداية، بداية الكتابة ... فانشالله مع الأيام تتعمق الأفكار أكثر وتمتن اللغة

هذا أقوله لي قبل أن أقوله لك!

وفعلاً تجري في سانتياغو الاسبانية، وتذكرت في لقطة ما أن هناك مدوناً سورياً يعيش فس سانتياغو ولككني كنت على طريق فينيستره ماشياً على الأقدام ومقطوعاً عن العالم :)

Un saludo y muchas gracias :)

freedom said...

nice, i cant say more